مدونة تهتم في تنمية الذات والشخصية

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020

الحالة النفسية : اسبابها وعلاجها

 






ما هي الحالة النفسية 


الحالة النفسية هي شعور الشخص بالمشاعر السلبية والتي تسيطر عليه وتؤثر على سلوكه وقراراته وحياته بالكامل. من أكثر المشاعر السلبية شيوعاً: القلق، التوتر، الغضب، الإحباط، اليأس، الإكتئاب، الوسواس، الخوف، التفكير الزائد، الخجل الزائد، انخفاض الثقة بالنفس، واختلال الاَنية. هذه المشاعر السلبية تؤدي إلى مشاكل متنوعة بالجسد، على سبيل المثال لا الحصر: التعب العام الذي لا يكون له مبرر عضوي أو مادي، الخمول والكسل،  الإنتفاخ والغازات في البطن، خدران بالأطراف، قولون عصبي، حموضه وألم بالمعدة، ارتفاع ضغط الدم، زيادة الفرصة للإصابة بالسكري.


الأسباب الرئيسية لحدوث الحالة النفسية:

1-    البيئة المحيطة بنا والواقع الصعب وظروف المعيشة الصعبة.

2-    الأشخاص السلبيُّون والمحبطون والظالمون من حولنا.

3-    الصراع الداخلي مع النفس وذكريات الماضي المؤلمة.

 

هذه الأسباب الثلاثة تسبب مشكلة عند الشخص، مشكلة مع البيئة المحيطة أو مشكلة مع الاَخرين أو مشكلة مع الشخص وذاته، وهذه المشكلات  تتطور عند الشخص الذي يفكر بطريقة سلبية إلى مجموعة مخاوف وأفكار سلبية وأفكار وسواسية، ثم تتطور إلى القلق والتوتر والإكتئاب وبالتالي حدوث الحالة النفسية السيئة والتي تعيق الشخص عن أداء عمله بالحياة وتسبب له الإحباط واليأس من الحياة.

البيئة التي نعيش فيها تُمثّل أحد الأسباب في حدوث الحالة النفسية السيئة، مثل: ظروف البلد،  صعوبة في المعيشة، إنتشار الفيروسات والأمراض، قلة فرص العمل، بيئة محبطة،... الخ، ولكن السبب الأهم هو كيفية الإستجابة لهذه الظروف الصعبة.

لماذا يشعر البعض بالحزن والإكتئاب والبعض الاَخر بالفرح والسعادة بنفس البيئة وبنفس الظروف؟ لأنّ البعض يستجيب بشكل سلبي والبعض الاَخر يستجيب بشكل إيجابي لهذه الظروف.

الإستجابة السلبية تكون على شكل رفض البيئة والواقع ومحاولة تغيير هذا الواقع، ولكن تغيير الواقع صعب جداً ومن هنا تحدث المشكلة، مشكلة الرفض وعدم تقبُّل الواقع مع العلم بأن تغيير هذا الواقع ليس بأيدينا، مما يسبب لنا مشكلة مليئة بالمشاعر السلبية مثل: التوتر والغضب والقلق والإكتئاب.

أما الإستجابة الإيجابية فتكون مبنية على تقبُّل الواقع كما هو وبدون محاولة تغييره، وعدم إعتبار الواقع الصعب مشكلة بل قد يكون فرصة للتطور والتقدم وزيادة المهارات والخبرات والتحدي وقوة الإرادة، مع إمكانية بناء واقع شخصي داخلي ايجابي مليء بالفرص والنجاح ضمن الواقع العام، والعمل على التكيُّف والتأقلم مع الواقع من خلال تغيير طريقة العمل وتغيير الأهداف لمواكبة الظروف الحالية.

أيضاً الناس المحيطون بنا سبب اَخر مهم في حدوث الحالة النفسية السيئة، مثل: سلوك الأهل والأقرباء، أفكار الأبناء وعدم تحملهم المسئولية، سوء التفاهم مع الزوج أو الزوجة، ناس سلبيون ناقدون محبوطون من حولنا، ناس حاسدون حاقدون، مشكلات من أهل الزوج أو أهل الزوجة، التدخل المباشر بطريقة المعيشة من الناس الاَخرين، أفكار واَراء الأهل والأقارب وزملاء العمل، تعارض الأفكار والاَراء، مشاكل بين الاَباء والأمهات،...   الخ،  ولكن السبب الأهم هو كيفية إستجابتنا لتلك المواقف.

الإستجابة السلبية هو أننا نسمح للناس المحيطين من حولنا بالتأثير المباشر على مشاعرنا بسبب ضعف شخصيتنا وإرادتنا، مما يسبب لنا الحالة النفسية السيئة؛ أما الإستجابة الإيجابية فتكون بعدم السماح للاَخرين بالتأثير المباشر علينا وعلى نفسيتنا ومشاعرنا، نَتقبّل أفكارهم وسلوكهم كما هو، نحاول أن نتجنبهم بقدر المستطاع، نسمع لهم ولكن لا ننصت بشكل حساس، نأخذ كلامهم على أنه مجرد أفكار ولا نتأثر عاطفياً بكلامهم.

يجب علينا أن نبتعد عن المحبطين والسلبيين ولا نتأثر بأفكارهم وسلوكهم؛ لدينا شخصية قوية ورأي ثابت وأهداف محددة وخطة عمل واضحة، ولا أحد في الدنيا يستطيع أن يؤثر علينا ولا على حياتنا النفسية والمهنية والإجتماعية، نحن مستقلون عن الاَخرين ونعرف بالضبط طريقنا إلى النجاح، وقد نتلقى الدعم من الناس الإيجابيين والأصدقاء المقربين المحبين لنا.

          أيضاً الظروف الصعبة التي نعيشها مع أنفسنا، في داخلنا، صراع داخلي، نشعر بالقلق والتوتر، بالخوف الذي يهز قلوبنا، الإكتئاب الذي أصابنا، الحزن، الغضب، ذكريات الطفولة الأليمة التي تحتل تفكيرنا، الرهاب الإجتماعي، الإحباط، فقدنا ثقتنا بأنفسنا، الشخصية ضعيفة، الجسد ضعيف، تعب وخمول وكسل، لقد فقدنا حلاوة الدنيا، لا نريد أن نعمل أي شيء، لا نرغب بالقيام بأي عمل، لا نرغب بالذهاب إلى عملنا أو مكان دراستنا أو حتى زيارة أقاربنا، وأصبحت الحياة سوداء في نظرنا، وقد وصلنا الى مرحلة اليأس.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق