مدونة تهتم في تنمية الذات والشخصية

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020

الاهداف في الحياة

 



أَشعر بالإكتئاب وبأن الحياة صعبة وليست لها معنى، ياله من شعور سيء ذلك الذي ينتابني كل يوم، لا أشعر بحلاوة الدنيا ولا بطعمها، السعادة أصبحت بعيده عني، لماذا أنا موجود في هذه الحياة؟، لماذا أشعر بالضياع والضيق والحزن؟.

في إحدى الليالي حَضَرَ إلى بيتنا الجيران الجدد لزيارتنا والتعرف علينا، وأنا بغرفتي كالعادة، واذ بوالدي يناديني: تعالي يا روز القي التحية على أصدقائنا الجدد، ذهبت تلبية لوالدي وليس رغبة بالتعارف على الأسرة الجديدة، والقيت التحية واصطنعت الإبتسامة على وجهي، فقال لي رب الأسرة: ما هو هدفك بالحياة؟ لقد فوجئت بالسؤال، وأخذت أفكر حيث أنني لم أفكر بهذا الموضوع سابقاً، فقلت له: أنا ما زلت في السابعة عشر من عمري ولم أقم بتحديد أهدافي، فرد علي قائلاً: إن تحديد الأهداف يبدأ منذ سن المراهقة وقد يَتَغيّر مع الزمن ولكن كلما تم تحديد الأهداف بشكل مبكر نجح الإنسان في حياته.

بعد أن انتهت زيارة الأصدقاء الجدد، رجعت الى غرفتي أفكر: هل أنا لم أنجح في حياتي فعلاً لأنني لم أحدد أهدافي، هل من الممكن أن تكون حالتي الحزينة أيضاً بسبب ذلك؟ لقد قررت الاَن أن أضع أهدافي بالحياة، واستغرق مني ذلك ثلاثة أيام ولكنني بالنهاية كتبت أهدافي، وقمت برسمها على لوحة فنية حيث إنني أستطيع الرسم، انها موهبتي الفطرية. عندما أنظر الى لوحة أهدافي أشعر أن وجودي بالحياة مهم وأن له معنى، أصبح لدي أهداف ويجب أن أقوم بعمل خطة زمنية لتحقيق الأهداف وانشغلت بهذا الموضوع وزال عني الإكتئاب.

إن تحديد الأهداف في الحياة والعمل على تحقيقها يساعد على التخلص من الحالة النفسية السيئة، ويساعد على تقوية الحافز لإنجاز المهام. عندما تقوم بتحديد أهدافك في الحياة لا تنسى أن تكون أهدافك تُعَبّر عن رؤيتك المستقبلية وأن تشمل جوانب الحياة الخمسة المهمة وهي: الجانب الروحاني، الجانب الصحي، الجانب المهني، الجانب المادي، الجانب الإجتماعي.

لذلك أنصحك الاَن أن تجلب ورقة وقلم وأن تكتب خمسة أهداف على الأقل تريد فعلاً تحقيقها خلال العام الحالي، مثلاً تريد أن تحقق معدل عالي في الفصل الدراسي الحالي، أو تنقص وزنك لرقم معين، أو تتعلم من الإنترنت كورس معين، أو أي هدف أنت ترغب في تحقيقه، وبعد أن تنتهي من كتابتك تلك الأهداف ضعها أمامك على الجدار المقابل لسريرك فيكون أول ما تراه عينك وفور الاستيقاظ هو أهدافك وبذلك تتحفز أكثر وتجذبهم بعقلك أكثر.

بالطبع رؤيتهم يومياً لاتكفي لتحقيقهم، بل يجب عليك العمل فعلاً على تحقيق تلك الأهداف، وأن تبذل مجهوداً مناسباً لها، وأخيراً اربط سعادتك بكل يوم تنجز به عمل معين يقودك نحو تلك الأهداف، ولا تربط سعادتك بالإنتهاء من تحقيق الأهداف، لأنك في هذه الحالة توحي لنفسك أنك غير سعيد خلال السنة الى نهاية تحقيق الأهداف.

هل فكرت في هدفك الرئيسي في الحياة؟ وهل لديك هدف أم مجموعة أهداف تسعى إلى تحقيقها؟ وما هي الطريقة الصحيحة لتحديد الأهداف المناسبة لك؟  فالأهداف التي تناسبك قد لا تناسب الاَخرين، لكل منا أهدافه الخاصة به، ولكن هناك هدف واحد مشترك بين الجميع ونسعى جميعنا لتحقيقه هل عرفت ما هو؟

لقد كان حلمي أن أصبح ممثلاً مشهوراً مثل السيد روكي الممثل السينمائي المليونير، أنا معجب به جداً وأتابعه وأتابع سيرته أيضاً، والاَن أنا أنظر إلى التلفاز بفارغ الصبر لمشاهدة اللقاء الذي سيتم بين روكي وبين المذيع. وبعد قليل سوف أعرف بعض أسرار شخصية روكي الذي أحببته وأتمنى لو أستطيع أن أصبح مثله. بدأ الاَن اللقاء وأنا أشاهد التلفاز وكل عقلي وقلبي مع هذا اللقاء وقد تمنيت لو أنني أجلس معهم بهذا اللقاء المباشر عبر التلفاز.

 وبدأت أنصت باهتمام وأنا في قمة السرور إلى إجابات روكي الرائعة للمذيع حول مسيرته المهنية وأسرار نجاحه وحب الجمهور له. لقد عرفت الكثير عن هذه الشخصية الرائعة والاَن المذيع يسأل روكي السؤال الأخير قبل نهاية اللقاء. سأل المذيع روكي: هل أنت سعيد؟ ما هذا السؤال الغريب، تخيل معي المذيع يسأل روكي هل أنت سعيد بحياتك؟ طبعاً من المؤكد بأنه سعيد جداً. ولكن أصابتني الدهشة الاَن من جواب روكي للمذيع الذي أجاب: لا لستُ سعيداً بحياتي، وخيّم الصمت على الجمهور الجالسين بمكان اللقاء.

 نظر روكي إلى المذيع وقال له ماذا بك؟ فارتبك المذيع قليلاً وكرر السؤال: يا سيدي أنا أسالك هل أنت سعيد بحياتك؟ وهنا أنا أستمع وأقول بنفسي ياليتك تغير جوابك يا روكي ولكن روكي أجاب المذيع: قلت لك أنا غير سعيد. لقد نظر روكي إلى الجمهور وقال لهم إن هدفي في الحياة أن أجد السعادة.  وانتهى اللقاء والكل في حيرة من جواب روكي الأخير. أنا عن نفسي لو كنت مشهوراً ومتقن لمهنة التمثيل ومليونير مثل روكي سأكون سعيداً جداً.

والاَن دعني أسألك مرة أخرى، ما هو هدفنا جميعا؟ لعلك قد تعلمت شيئا مهماً من قصة روكي المشهور، إننا جميعا نبحث عن السعادة والتي تشكل الهدف العام الذي يسعى اليه كل انسان. نعم جميعنا نبحث عن السعادة والتي تتحقق عند تحقيق خمسة مجالات في الحياة هي:

1-  المجال الروحاني: وهو علاقتك مع الخالق عز وجل وايمانك به وعبادته.

2-  المجال الصحي: وهو أن تتمتع بصحة جسدية ونفسية جيدة .

3-  المجال المادي: مقدار ثروتك وممتلكاتك بالقيمة التي تشبع بها حاجاتك ورغباتك بشكل معقول.

4-  المجال المهني: مهنتك التي تعمل بها برغبة وإحتراف.

5-  المجال الإجتماعي: علاقاتك مع الأهل والمقربين والأصدقاء والأقارب ومع شريك حياتك.

حتى تحقق السعادة في الحياة يتوجب عليك تحقيق المجالات الخمسة وبشكل متوازن، لأنّ أي خلل في المجالات الخمسة سيؤثر على السعادة. الهدف العام هو السعادة والأهداف الخاصة هي المجالات الخمسة ولكن تختلف قيمة المجالات الخمسة ومقدارها من شخص إلى آخر.

الأهداف التي يمكن تحقيقها بدافع ورغبة هي التي تنبع من الموهبة والشغف، أي بمعنى آخر هي الأهداف الخاصة بك أنت وليست أهداف الناس الاَخرين. فعندما تقوم بوضع هدف أنت مقتنع  به ومن ضمن موهبتك وشغفك فإنك على الأغلب ستقاتل من أجل تحقيقه، ولكن لو أن الناس هم وضعوا لك الهدف والذي لا يتناسب مع رغبتك وموهبتك وشغفك فعلى الأرجح سوف تواجه صعوبة في تحقيقه. العديد من الأشخاص يواجهون صعوبة في تحقيق أهدافهم ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، ولكن السبب الرئيسي أن هذه الأهداف تم تحديدها لهم من الناس الاَخرين. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق