مدونة تهتم في تنمية الذات والشخصية

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020

منهجية حل المشكلات والتخلص من الاحباط

 

منهجية حل المشكلات

جميعنا نواجه مشكلات عديدة في حياتنا: مشكلات مادية، إجتماعية، نفسية، صحية، ....الخ، ولذلك نحن بحاجة إلى خطوات أو منهجية للتعامل مع تلك المشكلات.

أولا: تحليل المشكلة، وهنا يجب عليك أن تُميّز بين أعراض المشكلة وأسباب المشكلة والسبب الجذري للمشكلة. فعندما تشعر بالصداع مثلاً فهذه ليست المشكلة وإنما الصداع هو أعراض لمشكلة أخرى قد تكون تَسَوّس في الأسنان أو ضعف في النظر أو أسباب أخرى سببت الصداع.  القاعدة هنا أن تبحث عن الأسباب وليس عن الأعراض، دعني أساعدك ببعض الأعراض الشائعة والتي نعاني منها بشكل كبير وندرس الأسباب الحقيقة لهذه الأعراض لنصل إلى السبب الجذري، كما يلي:

الإحباط واليأس هما أعراض لمشكلة أخرى وهي التراكمات، مثل التراكمات ببعض الأعمال والواجبات المطلوبة منك لإنجازها بوقت محدد، وأنت ليست لديك قدرة على إنجازها أو ليس لديك وقت لإنجازها، مما يتسبب في ظهور التراكمات وبالتالي الإحباط واليأس. ولذلك فان الإحباط واليأس هما الأعراض،  وأما التراكمات فهي السبب.

 ما هو جذر المشكلة؟، الاَن دعني أسالك سؤالاً آخر لماذا تراكمت عليك تلك الأعمال والواجبات؟ إذا كان جوابك هو ضيق الوقت، فسيكون تنظيم الوقت هو الجذر الرئيسي للمشكلة وهو الذي سنهتم به وإيجاد حل له، فاذا قمت بتنظيم وقتك بشكل أفضل وتقوم بانجاز أعمالك أول بأول حسب الأولويات فهذا سيؤدي إلى التخلص من التراكمات وبالتالي التخلص من أعراض المشكلة (الإحباط واليأس).

 أما إذا كانت إجابتك أن تلك التركمات كانت بسبب عدم قدرتك ومعرفتك بإنجاز بعض الأعمال، فالحل هنا سيكون في تنمية مهاراتك وقدراتك لكي تستطيع إنجاز أعمالك، وهكذا تستطيع تحليل الأسباب والأعراض لباقي المشكلات الأخرى التي تعاني منها.  

القلق والإكتئاب والحزن يشكلون أعراضاً لمشكلة أخرى وهي الخوف. إن الأنواع المختلفة من المخاوف تسبب هذه الأعراض (القلق والإكتئاب والحزن)، والعلاج يكمن بالتخلص من الخوف وليس من الأعراض الناتجة من الخوف.

دعني أذكر لك مثالاً على ذلك، عندما سألتُ صديقي عن سبب قلقه وتوتره، وبعد أن كررت السؤال، وبدأنا نقوم بالتأمل والتفكّر،  أجابني بأنه يشعر بالقلق بسبب أن عليه اختبارات بالجامعة، وهنا بدأنا نحلل المشكلة للوصول إلى الجذر الرئيسي للمشكلة، فسألته مرة أخرى ولكن لماذا أنت تشعر بالقلق؟ فالأمر الطبيعي أن يكون لديك إختبارات، فأجابني بأنه غير مستعد للإختبارات ويخاف من الفشل، هنا وصلنا إلى النتيجة وهي أن الخوف من الفشل هو الذي سبب القلق والحزن لهذا الصديق.

الأعراض هي القلق والإكتئاب والحزن والخوف هو السبب لهذه الأعراض ولكن ما الجذر الرئيسي للخوف. عندما سألت صديقي مرة أخرى لماذا لم تستعد للإختبارات؟ فأخبرني بأنه لا يحب تخصصه بالجامعة وبالتالي ليس لديه رغبة بالدراسة ولا حافز ولا دافع لأن تخصصه الذي كان يرغبه شيء آخر. صديقي لم يختار تخصصه بنفسه ولكن أصدقائه هم اللذين أقنعوه على هذا الإختصاص، والاَن هو يعاني من مشكلات عديدة.

الأعراض كانت القلق والحزن والإكتئاب والسبب هو الخوف، والجذر الرئيسي للسبب هو عدم تحديد التخصص المرغوب (الهدف الصحيح). يا صديقي كان يجب عليك أن تضع هدفك بنفسك بناء على شغفك ورغبتك وليس بناء على رغبة أصدقائك.

تخيل نفسك وأنت في غرفة وباب الغرفة مفتوح ويدخل منه المشاعر والمشكلات السلبية على شكل أجسام معينة، إنه مجرد تخيل فقط لتوضيح الفكرة، وعندما تقوم بالتخلص من بعض هذه المشاعر يدخل غيرها لأن الباب مفتوح، وأيضاً يقوم الخوف في تأجيج وإشعال هذه المشاعر السلبية، ما رأيك لو أغلقت الباب لمنع وصول أي نوع من أنواع المشاعر السلبية، ثم القضاء على الخوف الذي يشعل المشاعر السلبية الأخرى ثم العمل على التخلص من جميع المشاعر التي في غرفتك.

في هذا التصوير الخيالي، الباب هو التفكير السلبي والغرفة هي عقلك وتفكيرك، ولذلك عندما تتخلص من التفكير السلبي فإنك تمنع الى حد كبير جداً حدوث الحالات النفسية، وعندما تقوم بحل مشكلة الخوف فسيتم حل أغلب المشاعر السلبية الأخرى مثل: القلق، التوتر، الإكتئاب، و الوسواس.

لذلك قم بالتركيز على حل مشكلة التفكير السلبي وحل مشكلة الخوف بالدرجة الأولى، ضعها من ضمن أولوياتك، قم بمعرفة سبب التفكير السلبي وسبب الخوف، ثم قم بوضع الحلول المناسبة، تابع الحل، استمر، حتى تصل الى الراحة  والصحة النفسية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق